الاثنين، 14 يناير 2013

الجماعة فى عامين من الثورة "كشف حساب"

حرصت التيارات الاسلامية طوال العاميّن الماضيين  على تقديم انفسهم الى الراى العام باعتبارهم الفرقة الناجية وان كل من سيتخلف عن ركبهم هالك وكل من لن يؤيدهم ويبايعهم كجند الله فى ارضه فقد اشرك بالله واتبع هواه وكان امره فرطا وكل ذلك انطلاقاً من اعتقادهم الدائم وزعمهم المكذوب بانهم يملكون الحقيقة المطلقة للمعانى الآلهية، ولاننى لست بصدد تحليل خطابهم الدينى الذى ينفى عن الاسلام وسطيته ويكرس لبغض الآخر وعدم قبوله كشريك فى هذا الوطن له ماله من حقوق وعليه ماعليه من واجبات فأنا معنى اكتر بأدائهم السياسى المفروض علينا منذ بداية الثورة، ولما كانت جماعة الاخوان هى التيار الاسلامى الاكثر تأثيرا وقدرة على صنع الفارق ميدانيا فهى تتحمل مسئولية ما ألم بالثورة من عثرات نتيجة الحرص الزائد على مصلحة الجماعة وتقديمها على مصلحة الوطن والاصرار على ادارة البلاد بقبلية لا تتفق مع مصر وتكوينها الثقافى والاجتماعى.
بعد جمعة الغضب يوم 28 يناير 2011 عين المخلوع مبارك رئيس مخباراته نائبا له فى محاولة بائسة لإحتواء الثورة ومن هنا بدأت الجماعة فى التفكير فى نفسها والعمل على تأمين مصالحها وقبلت بالتفاوض ووافقت ان تلعب سياسة فى وقت لا يصلح فيه اى حلول سياسية  خصوصا وان المتظاهرين فى الميادين قرروا بدون اتفاق مسبق عدم مغادرتها قبل اسقاط النظام ولكن الجماعة وحدها قررت اللعب على كل الاطراف فشباب الجماعة فى الميادين مع جموع الشعب مطالبين بإسقاط النظام وقد اعلن مكتب الارشاد ان المتواجد من اعضاء الجماعة فى الميدان يعبر عن موقفه الشخصى ولا يعبر عن الموقف الرسمى للجماعة فإذا كانت الغلبة للشعب الغاضب تصدروا المشهد على انهم مفجرو الثورة ومحركوها وان لم يكن فرموز الجماعة وكوادرها مجتمعين بنائب الرئيس ضيوف دائمين على مكاتب الحزب الوطنى ليكونوا عونا ومدد ساعين لحل الازمة التى المت بالبلاد تحسباً لفشل المتظاهرين فى اسقاط النظام.
واولا احب اتقدم بخالص الشكر لشباب الجماعة اللى حمونا وحمونا وساعدونا واعانونا على صد اعتداءات بلطجية الحزب الوطنى يوم موقعة الجمل بما ان الموضوع ده اصبح المنة الكبرى للاخوان ومؤيديهم على الثورة وكأن لولاهم لتمت إبادتنا عن بكرة ابينا ونسى الشعب المؤمن التقى الورع المتدين بطبعه ايمانه بالله ضاربا باسبابه عرض الحائط وغفلوا عن حقيقة هامة ان الله بالغ امره لا محالة فقد قدر لهذه الثورة النجاح بالجماعة او بدونها.
وسقط النظام شكليا بعدما اجبر المجلس العسكرى قائده الاعلى على التخلى عن منصبه واسند لنفسه مهمة ادارة المرحلة الانتقالية فى مشهد درامى محبوك عمت فيه الفرحة كل الميادين حتى خُيل لنا جميعا اننا نمتلك قيادة عسكرية وطنية لا يشغلها سوى هذا الوطن وهمومه ومش هكدب عليكم انا نفسى صدقت المسرحية دى وروحت قعدت فى بيتنا مستنى المجلس العسكرى يكمل الثورة حتى ان وصل بى الحال ان شككت فى نوايا المصممين على البقاء فى  الميدان وفى اى حد ينال من جيشنا باى كلمة ولكننى وللأسف كنت مخطأ.
انت نسيت يا مغفل ان راس المجلس العسكرى هو وزير دفاع مبارك لمدة 20 سنة طب وماله ماهو حمى الثورة? قصدك عماها
 وانا حصرت كل جرايمه فى تدوينة سابقة تحت عنوان طنطاوى فى عامه السابع والسبعين.
والان حان دور الاخوان.
بدأت المرحلة الانتقالية بمحاولة غض الطرف عن رموز النظام السابق واعطائهم الفرصة الكافية لإعادة ترتيب اوراقهم فسافر منهم من سافر بعد تهريب ما نهبه من قوت هذا الشعب الى الخارج وبقى من بقى بعد ان طمست الاجهزة الامنية كل ادلة الاثبات فى قضايا قتل المتظاهرين. لكن الشعب لم يكن غافلاً فتتالت المليونيات التى تطالب بمحاكمة مبارك واولاده وثلاثى الخراب الشامل عزمى وسرور والشريف ومديرو الامن وضباطهم المتورطين فى قتل المتظاهرين وإقالة الفريق احمد شفيق اخر رئيس وزراء النظام السابق، وبدأت المحاكمات وتتالت التأجيلات فنزل الشعب يعبر عن غضبه إزاء المماطلة فى المحاكمات مطالبين بإقالة النائب العام وإحقاقا للحق كانت الجماعة معنا الى تلك اللحظة تطالب بما نطالب به وتردد نفس هتافتنا الى ان بدأ المجلس العسكرى فى التبجح والإفصاح عن نواياه تدريجيا بإطلاق اول رصاصة على مواطن مصرى منذ بداية الثورة عندما قتلت شرطته الشهيد الشاب على ماهر 17 عاما مساء يوم 8 ابريل بعد انتهاء مليونية المحاكمة والتطهير وتوالت إراقة الدماء وتعالى هتاف يسقط يسقط حكم العسكر واختفت معه الجماعة من الميادين فقد اختارت لنفسها المسار السياسى ونحت المسار الثورى جانبا لحين صدور إشعار آخر ووافقت الجماعة على ادارة الثورة بالقانون الذى ثار ضده الشعب مما يدل على تأييد الجماعة لممارسات كومندنات مبارك ضد الثوار.
فى 19 مارس 2011 تم الاستفتاء على الاعلان الدستورى الذى حرص فيه المجلس العسكرى على تقسيم الشعب المصرى وهنا بدأ وزير دفاع مبارك دق اول مسمار فى نعش الثورة وتم الاتفاق مع الجماعة على التصويت بنعم على هذا الاعلان الذى يعمل على مد الفترة الانتقالية كى يستطيع طنطاوى تصفية الثورة وتأمين نفسه ومن معه وبدأت الفُرقة تدب بين رفقاء الامس القريب جداً، من يصوت بنعم فى الجنة ومن يصوت بلا فى النار وتعالت اصوات الخطباء الجهلة وعملاء امن الدولة بتكفير كل من يصوت بلا حتى اننا فوجئنا بالبسطاء من الشعب امام لجان التصويت قد صوتوا بنعم لان الشيخ فلان او الشيخ علان افتى بتكفير من يصوت بلا وتبنت الجماعة هذه الفكرة بدعوى الحرب على الاسلام التى يشنها العِلمانيين والليبراليين والمسيحين.
 قال ايه يا ولاد الناس نزلت من بيوتها وعرضت نفسها للموت وقُتل منهم من قُتل وأُصيب من اصيب عشان يحاربوا الاسلام طيب يا عم هى اصلا اشكالكم دى اخطر على الاسلام من اعدائه نرجع لموضوعنا عشان انا بفقد اعصابى بسرعة.
تم الاستفتاء ونتيجته كانت نعم فى استفتاء اشهد له بنزاهة التصويت والفرز وتزوير فى الوعى وقلب للحقائق وبدأت رائحة الصفقة تتسلل الى انوف المتابعين للاحداث عن كثب وتوالت الاحداث وأخذ المجلس العسكرى يُعمل آلته العسكرية فى الثوار وتوالت المجازر واحدة تلو الاخرى بداية بفض اعتصام ميدان التحرير يوم 9 مارس 2011 بالقوة انتهاءً بأحداث العباسية يوم 4 مايو 2012 بمعدل ثابت مجزرة كل شهر يسفر عنها شهداء جدد ومعتقلين بالالاف ومحاكمات عسكرية مجحفة ومع كل مجزرة تتعالى صيحات الثوار مستغيثين بالجماعة حليفتهم ورفيقة كفاحهم الثورى خلال ال 18 يوم الاطهر فى تاريخ مصر ومع كل استغاثة يأتى رد مرشدها مخيبا للامال معلناً غل يد العون عن سأليه فى نفس الوقت الذى تهرع فيه كوادر الجماعة الى وزارة الدفاع تعلو فى أروقتها رنات كعوب احذيتهم الايطالية. 
العجيب فى الامر ان الجماعة كانت امام فرصة ذهبية للحصول على تأييد معظم اطياف الشعب دون عناء فقط لو انها اتبعت سياسات مختلفة او صدر عنها ردود افعال ثورية حقيقية تجاه الازمات التى افتعلها المجلس العسكرى لتبرير مد المرحلة الانتقالية فعلى سبيل المثال، لو انهم استجابوا لاستغاثة الثوار فى احداث محمد محمود بدل من انشغالهم  بالانتخابات لضمن هذا لهم تحالف اقوى وابقى بكثير من هذا الذى عقدوه مع جنرالات مبارك لكنهم رأوا ان الصناديق اهم بكثير من الدماء التى استحلتها آلة القمع العسكرية وحرصوا على مساعدة االمجلس العسكرى فقاموا بتشويه الثوار واتهمهم مرشدهم بإفساد العرُس الديمقراطى ولو ان لديهم قليل من الحكمة لتمكنوا فى هذا التوقيت من انتزاع السلطة من المجلس العسكرى فالشارع فى حالة غليان والميدان لأول مرة منذ التنحى فى حالة امتلاء تام تهز جنابته هتافات سقوط حكم العسكر والشعب يريد إعدام المشير والنخبة المفروضة على الثوار غير قادرة على التوافق لتحقيق مطالب الميدان ولكن إيمانهم بصفقاتهم غلب إيمانهم بقوة هذا الشعب فأعرضوا عن نصرته فإذا بالمجلس العسكرى يقيل حكومة شرف ويكلف الجنزورى بتشكيل  حكومة جديدة ويزداد غضب الميدان معلناً رفضه لهذه الحكومة مؤكداً على ضرورة رحيل المجلس العسكرى، وتزداد مباركة الجماعة لخطى البيادات داعمين الحكومة الجديدة قلباً وقالباً.
جائت انتخابات البرلمان بينما الثوار مرابطون امام بنادق الامن المركزى والشرطة العسكرية ونجحت الجماعة بتجاوزات مندوبيها امام اللجان واستغلال عوز الفقراء فى الحصول على اغلبية المجلس فلم يختلف اداء مجلسهم عن اداء مرشدهم فرأيناهم مشغولين بأمور فرعية ليس لها محل من الإعراب وفوجئنا بهم يناقشون سن الزواج وختان الاناث وحجب المواقع الاباحية ومنع تعليم اللغة الانجليزية فى المدارس ضاربين بكل هموم المواطن عرض الحائط مكتفين باجراءات شكلية  لمعالجة القضايا الهامة لاترقى لطموح ناخبيهم وظهر هذا جلياً فى عجز هذا المجلس عن سحب الثقة من الحكومة بعد مجزرة ستاد بورسعيد ووصل استهزاء الحكومة بهم مبلغه عندما تجاهل الجنزورى طلب المثول امام مجلسهم "الموقر" متحججاً بالحالة المرورية وكأن الله أراد ان يجعل كيدهم فى نحرهم فهذا من ايدوه رغم انف من أعانوهم على الخروج الى العلن بعد حظرهم سنوات وسنوات.
وانقلب السحر على الساحر المجلس العسكرى يطعن على نتائج الانتخابات ويتجاهل قانون العزل الذى سنه مجلس الشعب وكلاهما منظور امام المحكمة الدستورية واضطرت الجماعة للعودة للميدان وارتداء عبائة الثورة بعد نفض ما علق بها نتيجة التمرغ فى تراب المجلس العسكرى وبدأت حشود الجماعة تهتف يسقط حكم العسكر بعد سنة ونصف من ثناء مرشدها على المجلس العسكرى وحكمته وفطنته فى حماية الثورة وادارة المرحلة الانتقالية.
فى 4 يونيو 2012 اضرب 50 شاب وفتاة ينتمون لتيارات ليبرالية ويسارية ومستقلين عن الطعام امام مجلس الشعب مطالبين اعضائه بالاعتصام تحت قبة البرلمان احتجاجاً على تجاهل الحكومة لما يصدر عنه من قوانين و50 اخرين قرروا التضامن مع المضربين دفاعا عن هذا المجلس الذى اختاره الشعب ولكن كالعادة الاخوان لاينصورون حتى من ينصرهم تجاهل تام من اعضاء الجماعة المتواجدين داخل البرلمان للشباب المضربين من اجلهم لم يستجب لنا سوى النائب اليسارى كمال ابوعيطة واتفقنا على انه سيحاول تحديد موعد مع الدكتور سعد الكتاتنى رئيس المجلس لعرض مطالبنا فجاء رده " 5 دقايق وهخلى الامن يدخلكم" وبعد مرور اكثر من ساعة ونصف من الانتظار توجهت للاستاذ كمال "متهيألى كده هو ممكن يكون مشى؟" فدخله مرة تانية ليفاجأ به يركب سيارة المجلس مهرولاً وهو يقول للسائق "اطلع بسرعة اطلع بسرعة" وهرب من الباب الخلفى هههههههههههه.
وصدر قرار المحكمة بحل البرلمان وعدم دستورية قانون العزل مرسى وشفيق فى إعادة انتخابات الرئاسة واصبحت الثورة بين شقى الرحى طيب انا عن نفسى مش لاعب تتقطع ايدى قبل ما تعلم على واحد منهم.
واضطر العديد من الثوار الى التحالف مع الجماعة خوفا من نجاح الفريق شفيق الذى خرجوا عليه بعد تنحى مبارك عندما كان رئيسا للوزراء لاسقاطه ولجئوا الى التحامل على انفسهم فيما عُرف بحملة عصر الليمون لانتخاب مرسى بحجة ان مرسى فى حالة نجاحه هنقدر نعارضه انما شفيق لا وهو ماتبين عدم صحته بعد نجاح مرسى بخمسة اشهر فقط.
فى 24 يونيو 2012 اُعلن محمد مرسى العياط اول رئيس مصرى منتخب بعد الثورة بينما الجماعة معتصمة فى الميدان تطالب باسقاط المجلس العسكرى بعد سنة ونصف جف فيها حلق الثوار منادين برحيل هذا المجلس واوسعنا اعضاء الجماعة المعتصمين فى الميدان وعودا بانهم لن يغادروا الميدان الا بعد رحيل المجلس العسكرى واول ما مرسى نجح كله رجع على بيته، عادى عادتهم ولا هيشتروها.
نجح الرئيس محمد مرسى فى خطابه التدشينى فى كسب تعاطف الكثيرين بفضل بساطة اللغة التى كُتب بها الخطاب وتوجهه بالحديث الى فئات معينة من الشعب لم يكن يعلم عنها سابقه المخلوع شيئا كقوله "اخوانى سائقى الميكروباص والتوك توك" وتأكيده فى اكثر من موضع على انه سوف يكون رئيسا لكل طوائف الشعب بأقباطه ومسلميه وثواره وفلوله واستخدامه لقول سيدنا ابو بكر الصديق رضى الله عنه الشهير عندما تولى امر المسلمين "أطيعونى ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم" كما أكد ان بابه مفتوح للجميع ولا يوجد حاجب بينه وبين الشعب ومناداته لنا باهلى وعشيرتى التى ظهر مقصده منها بعد توالى الاحداث طالبا منّا امهاله مائة يوم واعداً ايانا بحل مشاكل الامن والنظافة والمرور وانبوبة البوتجاز.
نُصب مرسى رئيسا بينما العديد من الثوار اللذين كانوا سببا فى هروبه من السجن يوم جمعة الغضب قابعين فى سجون العسكر بعد ان صدر ضدهم احكام عسكرية غير قابلة للطعن وتتالت المسيرات والوقفات الاحتجاجية من الثوار المطالبين بالافراج عن اصدقائهم ورفقائهم ودُهشنا كثيرا من رئيس لا يملك سلطة العفو العام فى بداية ولايته وبدأت عمليات الافراج عن المعتقلين بعد شهرين من ولايته اى ان مرسى نام 59 ليلة فى فراشه وهناك الالاف من رعيته يبيتون ليلتهم فى ظلمات السجون لم يقترفوا شيئا سوى حبهم لهذا الوطن.
كان قرار عزل المشير طنطاوى والفريق سامى عنان يوم 11 اغسطس 2012 اصوب قرار اتخذه الدكتور محمد مرسى منذ توليه الرئاسة لما عانته الثورة من فخاخ وما شهدناه من مجازر على ايدى هذان السفحان ولقى هذا القرار تأييد كافة التيارات ولكن الايام القريبة اثبتت ان هذا القرار لم يكن حبا فى سواد عيوننا وانما كان تحييدا لدور القوات المسلحة باعتبارها المؤسسة الوحيدة التى لها شرعية حمل السلاح والتى تسطيع بدورها ترجيح كفة الشعب اذا ما انتفض ضد مخطط هيمنة جماعته على البلاد والعباد وتأكد هذا عندما قام مرسى بمنحهما قلادة النيل تكريما لجهودهما فى قتل الثوار بدلا من محاكمتهما.
ومرت الميت يوم وادى وش الضيف لم تتحقق اى من وعود الرئيس البديل لجماعة الاخوان لا الامن رجع ولا الشوارع نضفت والازمة المرورية هى هى واستمرت رحلة المواطن المحتاس فى العثور على انبوبة البوتجاز فقررت القوى الثورية النزول الى الميدان فيما عرف بجمعة كشف الحساب وتم الدعوة اليها قبل اسبوعين من تاريخها وحاول السيد الرئيس مناورة القوى الثورية باعلان إقالة النائب العام يوم الخميس السابق لجمعة كشف الحساب فى محاولة لامتصاص حالة الغضب الناتجة عن الاداء المتخبط للحكومة طيلة المئة يوم المزعومة ولكن وعى الثوار بعوار طريقة إقالة النائب العام افشل محاولة مرسى واحب اقف هنا شوية لتفويت الفرصة على المزايدين من مؤيدى النظام نحن لم نعترض على إقالة النائب العام وانما الاعتراض كان على عدم دستورية إقالته بهذه الطريقة لانها ليست من اختصاص رئيس الجمهورية فمن الطبيعى رفض اى محاولة من رئيس منتخب بعد ثورة للقفز على الدستورية ولما فى هذا القرار من امتهان لمؤسسة القضاء والدفاع هنا ليس عن شخص النائب العام فقد كنا اول من طالب بإقالته فى الايام الاولى للثورة كما سبق واشرت فى بداية التدوين، كما ان إقالة مرسى للنائب العام بهذه الطريقة تؤكد ان الثورة بالنسبة لهم كارت مركون ع الرف لا يتم اللجوء اليه الا اذا اقتضت مصلحة الجماعة ذلك.
 كانت جمعة كشف الحساب اول نافذة للجماعة على معارضيها والتى كشفت عن الطريقة التى تنوى التعامل بها معهم ففى ليلة الجمعة بدأ الثوار فى التوافد الى ميدان التحرير فاذا بهم يفاجأون بافراد من جماعة الاخوان يهجمون علي كل من يهتف ضد الرئيس بالاحزمة والطوب وكانت مناوشات متقطعة فى قطع من الليل الى ان جاء صباح الجمعة فاذا بحشود الجماعة تتوافد من المحافظات الى ميدان التحرير وبدأت الاشتباكات من جديد عن طريق التراشق بالحجارة والهتافات طوال اليوم الى ان غابت شمس الجمعة جائت الاوامر الى انفار الجماعة بالتوجه الى دار القضاء العالى فاذا بهم ينسحبون الى اتوبيساتهم المرابطة فى ميدان عبدالمنعم رياض تلاحقهم حجارة الثوار وامامهم احد اتوبيساتهم مشتعل، اتسم اداء قيادات الجماعة بالتخبط فمنهم من ادعى كذبا ان اللذين فى الميدان ليسوا من جماعة الاخوان وآخرين اكدوا انهم ارسلوا شبابهم لتأييد قرار إقالة النائب العام وده بقى الشئ المضحك جدا لان مافيش حاجة اصلا اسمها مظاهرة تأييد حضرتك مؤيد لقرار فخامته فاكيد انت مقتنع انه قرار سليم ومن الطبيعى ان اى مسئول مايكونش بيعمل غير الصح فطبيعى انك تلزم بيتك ومانشوفش وشك فى الشارع الا اذا كنت معترض، فتأييدك ده تطلعه على اهلك فى البيت على صحابك فى الشغل على ناس ليك عندهم مساحة عشم تخليهم يستحملوك مش على ناس مش عاجبها حاجة عجباك لمجرد انك بتحب تتملق الحكام.
وإمعانا فى الخسة والندالة الاسم الخفى لحزب الجماعة السياسى اخذ اعضاء الجماعة ينهالون بالسب والقذف على حلفائهم السابقين من التيارات الاخرى فهذا عصام العريان يتطاول على اليسار ويتهمه بالعمالة وتلقى تمويلات اجنبية ونسى هذا العريان ان احدا لم يناصره ويتضامن معه عندما كان يحاكم شكليا من قبل نظام مبارك سوى اليساريين ونسى هتاف عم كمال خليل له "يا عصام يا اخانا كيف العتمة فى الزنزانة" وهاهو ابراهيم عيسى الذى فتح لعصام العريان والبلتاجى وغيرهم من قيادات الجماعة مساحات كبيرة من جريدته "الدستور" ليعبروا فيها عن أرائهم عندما كانت تلفظهم كل وسائل الاعلام يُسَب ويُلعن ويُخَون ويُكَفر من قبل الجماعة شباباً وقيادةً، والبرادعى الذى القى بالحجر فى المياه الراكدة عندما اطلق حملة "طرق الابواب" اول عمل جماهيرى يلقى نجاح فى عهد المخلوع والذى طالما ايدته الجماعة وتحالفت معه، الان يُسَب ويُلعن على منابرهم بشكل ممنهج من قبل اعضائها، كل هذه القذارة مع حلفاء الامس فقط لانهم لايبايعون صاحب الفخامة والجلالة والعظمة قائدهم المفدى المبجل محمد مرسى.
ولما كانت الذكرى الاولى لاحداث محمد محمود 19 نوفمبر 2012 نزل الثوار معلنين عن غضبهم إزاء المماطلة فى القصاص ممن قتلوا وفقئوا اعين اصدقائهم فقابلتهم قوات الامن المركزى ببروتكولها المعتاد غاز وخرطوش وبعض الرصاصات الحية لينضم جيكا واحمد نجيب وعم فتحى الى قائمة الشهداء ولكن الشهداء الجدد سقطوا على ايدى داخلية مرسى اللى جيكا انتخبه واحتفل بفوزه عشان هيعرف يتظاهر ضده واستمرت الاشتباكات فى محمد محمود والقصر العينى وامتدت الى ميدان سيمون بوليفار.
  يوم الخميس 21 نوفمبر 2012 بينما داخلية المرسى مستمرة فى قمع الثوار اعلنت جماعة الاخوان احتشاد افرادها امام دار القضاء العالى تأييداً لقرار سيصدره مرسى خلال ساعات، طب ايه يا بنى انت وهو القرار اللى انتو نازلين تأيدوه؟!!! لسه مانعرفش بس احنا جايين نأيد وخلاص، طب هتمشوا امتى مانعرفش لما يقولولنا امشوا هنمشى، ماشى يا عم المؤيد، فى الساعة السادسة مساءاً خرج علينا ياسر على المتحدث الرسمى للرئاسة باعلان دستورى ضم مرسى به الى قبضة يده السلطة القضائية الى جانب السلطة التنفيذية والتشريعية وأقال النائب العام وعين بدل منه المستشار طلعت عبدالله المحترف فى القضاء البحرينى لما شُهد له من قدرة فائقة على اعتقال الثوار البحرينيين واعدام بعض منهم كما تفضل جلالته فى هذا الاعلان بتحصين مجلس الشورى المنتخب من 6% من الشعب والجمعية التأسيسية المطعون عليهما امام القضاء وكل هذه القرارات غير قابلة للطعن، فى صباح يوم الجمعة احتشد انفار جماعة الاخوان امام قصر الاتحادية يعلنون تأييدهم للإعلان الدستورى فخرج عليهم الدكتور مرسى عقب صلاة الجمعة وخطب فيهم بدلا من ان يوجه خطابه لجموع الشعب المصرى عبر قنوات الاعلام الرسمية او عبر منصة ميدان التحرير التى حلف عليها اول يمين له بعد توليه الرئاسة معلنا انه ليس رئيسا الا لهؤلاء المباركين لخطاه وهم مغمضى العينين، كان هذا الخطاب بينما الثوار والقوى السياسية المعارضة محتشدة فى ميدان التحرير  فتشكلت جبهة الانقاذ كرد فعل على هذا الاعلان الديكتاتورى مدفوعة بحشود الثوار فى ميدان التحرير وغيرها من المسيرات الغاضبة فى محافظات المحروسة وتتالت المليونيات  وبدأ التصعيد بتوجه المسيرات الى قصر الاتحادية يوم الثلاثاء 4 ديسمبر، كانت هذه المسيرات بمثابة اختبار هام جدا للرئيس الذى اعلن منذ شهور انه سوف يكون رئيسا لكل المصريين لكنه فشل فيه باقتدار غير مسبوق فهرب بموكبه من معارضيه فلم تكن لديه الشجاعة الكافية للخروج اليهم ومخاطبتهم كما فعل مع مؤيديه منذ ايام معدودة او كما وعد من قبل بان بابه مفتوح للجميع مؤكدا كذبه على الشعب فى خطابه التدشينى ولسان حاله يقول " ليس ثمة شعب سوى من يؤيدونى ويباركوا خُطاى".
  لم تتمكن قوات الامن المرابطة فى محيط الاتحادية من الصمود امام الحشود التى زحفت الى هناك فانسحبت من امام البوابات وتمكن المتظاهرون من الوصول الى بوابات القصر وتكرر المشهد الحضارى المعتاد الذى لا يمت للثورات بصلة وسمعنى سلام "اللى يحب مصر مايخربش مصر" و "سلمية سلمية" فعلى الرغم من خلو محيط القصر من اى قوات الا ان احد لم يقترف اى فعل تخريبى كما يدعى ناعقين الجماعة ومع تقدم ساعات الليل قرر المتظاهرون الاعتصام الا ان ضعف ووهن جبهة الانقاذ ظهر جليا عندما دست مكبرات صوت محمولة على سيارة نقل تقود المتظاهرين واذا بها تعلن التوجه الى التحرير واخلاء محيط الاتحادية وبالفعل بدأت الجموع فى الانصراف الا عدد قليل قرر الاعتصام فخلا محيط القصر الرئاسى الا من 15 خيمة، صباح يوم الاربعاء اعلنت جماعة الاخوان النفير العام على حد قول اعضائها عبر حسابتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى وترددت انباء عن عزم الجماعة فض هذا الاعتصام الغير حاشد بالقوة فكتب احدهم عبر حسابه الشخصى على موقع تويتر "كُتب عليكم القتال وهو كره لكم" وكتب اخر "الاوامر صدرت بالزحف على الاتحادية لحماية الرئيس" وغيرها من العبارات العدائية التى تُستخدم عادة بين جيشين متناحرين.
بعد ظهر الاربعاء بدأت جموع الاخوان تتوافد الى محيط الاتحادية اولها كان من اتجاه روكسى وبدأت مناوشات خفيفة وتراشق بالهتافات بين الفصيلين وفى حوالى الساعة الرابعة عصرا فوجئ المعتصمون بحشد كثيف من الاخوان قادم من صلاح سالم فى صفوف منظومة وخطوة عسكرية منتظمة تهاجم الاعتصام فإذا بهم يخلعون الخيام وينهالون بالضرب على من واجههم من اصحاب هذه الخيام والغريب ان هذه المليشيات الاخوانية تعمدت مع بداية الاحداث الهجوم على النساء ولطمهن على وجوههن، تراجع الثوار والمعتصمين الى اول شارع الميرغنى وقفوا يرددون بعض الهتافات المنددة بالجماعة وممارساتها ومرشدها ورئيسها البديل فاذا بالجماعة تعاود الهجوم مرة اخرى ولكن هذه المرة كانت برصاصات الخرطوش وقنابل المونة اهلية الصنع وكان الضرب بشكل كثيف جدا يختلف كثيرا عن ضرب قوات الامن الذى يتسم بالحرفية اكثر من هؤلاء المدفوعين بحقد زرعه داخلهم مكتب الارشاد على اى شخص لا يطيع اوامر مرشدهم او يحاول إعمال عقله فيما يصدر عنه من تصرفات واستمرت هذه المواجهات الى فجر يوم الخميس اى ما يقرب من 12 ساعة مصريين يقتتلون على باب رئيس الجمهورية وهو لا يحرك ساكن بل انه كان مؤيدا مباركا لهذه الفُرقة وهذا الانقسام الذى خلقته سياساته البلهاء، راح ضحية هذه الاحداث 10 شهداء واكثر من 400 مصاب ولكن هذه المرة المرارة اضعاف واضعاف فهؤلاء الشهداء لم يسقطوا على ايدى قوات الامن ولكنه الشعب الثائر نعم من هتفوا سويا منذ عام ونيف من الشهور بسقوط مبارك وتقاسموا الطعام والغطاء فى شتاء 2011 تقاتلوا فى خريف 2012 وليس ثمة مسئول سوى هذا الرئيس ومرشده ونائب مرشده المخبول، وتواصل الجماعة مسلسل تبجحها ووقاحتها المفرطة عندما حاولت شراء جثامين الشهداء بمبالغ مالية مقابل ان يعلن اهالى الضحايا بان  ابنائهم ينتمون الى جماعة الاخوان.
اكذوبة اضطهاد نظام مبارك للاخوان
اثناء احداث الاتحادية عندما لجئنا الى احد الشوارع الجانبية لتفادى رصاصات المليشيات الاخوانية قفز الى ذهنى هذا السؤال هل فعلا الجماعة كانت مضطهدة من قبل نظام المخلوع؟
كل القرائن والاحداث التى قمت بسردها لاتدل على اى اضطهاد عانته الجماعة من هذا النظام وخاصة قادتها التى اوهمنا نظام مبارك الامنى انهم قابعون فى السجون فاذا كان هذا حقيقى فكيف تمكن رجال اعمال الجماعة من جمع كل هذه الثروات كيف تمكن خيرت الشاطر وحسن مالك من انشاء هذه الامبراطورية الضخمة من الشركات وجمع هذه المليارات كيف تمكنت شُعب الجماعة من تجنيد كل هذه الاعداد المغرر بها وغسل عقولهم كيف تم تسليحهم وتدريبهم كيف توغلت هذه الجماعة فى القرى والنجوع والعشوائيات معتمدة على جهل الكثيرين من ابناء الشعب وفقرهم كيف باشروا اعمالهم وادارة شاركاتهم داخل السجون الا اذا كانت سجون فندقية توفر لهم كل سبل الراحة والرفاهية او انهم كانوا قادرين على الخروج والدخول وكأن زنازينهم الفندقية هى مسكنهم حتى تمكن احدهم من انجاب 10 ابناء وهم يزعمون انه قضى معظم سنوات حياته داخل السجن.
مرسى رئيس فاقد الشرعية
قد يرى الكثيرين من المهللين لمرسى المُقدسين لاى شخص يخاطبهم بقال الله وقال الرسول المفتونيين بصناديق الانتخاب اننا نبالغ عندما نطالب باسقاط الشرعية عن محمد مرسى او بالبلدى بنتلكك على اى حاجة نعمل بيها هيصة وفوضى وخلاص، ولكن الم يرتكب مرسى ما ارتكبه مبارك من جرائم بحق معارضيه اودعته السجن وقضت بحبسه خمسة وعشرون عام الم تقتل داخلية المرسى الثوار مثلما فعلت داخلية مبارك دون ان يتدخل بما لديه من سلطات لإيقاف هذه الجريمة بل زاد مرسى على مبارك بان قسم المصريين بقرارته المستبدة الى خندقين متقاتلين وهو مافشلت فيه كل نوبات الاحتلال التى مرت على مصر طوال تاريخها الم يلجأ مرسى وجماعته الى مواجهة الشعب بالشعب مما يسهل نشوب حرب أهلية مما يستدعى محاكمته بتهمة الخيانة العظمى هو واعضاء مكتب الارشاد البغيض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق