عرف عن الشيخ محمد حسان طوال عام ونصف هى عمر المرحلة الانتقالية التى قادها المجلس العسكرى برئاسة المشير تأييده المطلق لسياسات المجلس وذعره المبالغ فيه وخوفه المفتعل وقتها من سقوط الجيش المصرى او محاولة شق صفه بسبب هتافنا بسقوط حكم العسكر الذى ما جاء منفكً عن هتاف "الجيش المصرى بتاعنا .. المجلس مش تبعنا" تأكيداً منَّا على ان المقصود بالهتاف قادة المجلس العسكرى وليس الجيش إعتراضاً على سياساتهم التى وضح جلياً جنوحها عن اهداف الثورة التى تعهدوا بتحقيقها فى بداية المرحلة لم تقف مبايعة الشيخ للمجلس العسكرى عند هذا الحد بل وصلت به الى ان تملق قادته من فوق جبل عرفات محذراً من انه اذا سقط الجيش المصرى فلن يأمن اياً منَّا على نفسه فى غرفة نومه على حد تعبيره، وما نعى الشيخ وقتها قتيلاً ولا واسا مصاباً ولا سعى فى فك اسر معتقل والحمد لله الذى أغنى المكلومين عنه.
قفز موقف الشيخ السالف بيانه الى رأسى وانا اشاهد خطبته التى القَها فجر اليوم الثانى والعشرون من رمضان، خرج الشيخ على مُريديه كاسراً صمته فهو لم ينطق ببنت شفه بعد شهر مضى على عزل الدكتور محمد مرسى
بدأ الشيخ خطبته بحمد الله والثناء عليه والصلاة على نبيه ومهد للحضور انه سيلقاهم باقى ايام شهر رمضان فى خواطره الايمانية التى سرعان ماتحولت الى حالة من التجييش التى يمكن تناولها فى عدة نقاط:
اولاً: استهل الشيخ خطبته بافتعال ازمة ايديولوجية زاعماً ان هناك من يقول بأن مصر دولة عَلمانية بفطرتها وهو الامر الذى لم اسمع ان احد اثاره فى الوقت الحالى اللهم الا قد يكون شخصاً ما كتب ذلك معبراً عن رؤيته الشخصية على صفحته الخاصة فى احد مواقع التواصل الاجتماعى، ولو ان احداً منكم لاحظ وجود تيار ما فى الشارع المصرى يدفع فى اتجاه الاقرار بأن مصر دولة عِلمانية بفطرتها فليذكرنى لعلى غافل، ولكن هذا ليس غريب على الشيخ الذى افتعل من قبل أكذوبة سقوط الجيش المصرى ليأخذ منها حجة لتأييد المجلس العسكرى فى جرائمه التى ارتكبها ضد المصريين ،وليس غريبا على التيار الذى ينتمى اليه الشيخ بأكمله والذى تعمد إسقاط الثورة المصرية التى نادت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية فى فخ الصراع الايديولوجى البغيض، كما ان الشيخ وكل من هم على نهجه لم يتفقوا مع خصومهم على تعريف محدد للعلماينة كى يستقيم على اساسه الجدال! وهل هى عَلمانية بفتح العين أم عِلمانية بكسرها؟!
ثانياً: يزعم الشيخ فى خطبته ان مصر لا حياة لها ولا كرامة على مدار التاريخ كله الا بالاسلام وهذا افتراء اخر على مصر فالاسلام دخل مصر منذ الف وثلاثمائة اربعة وسبعون عاماً وتاريخ مصر يمتد لاكثر من سبعة الآف عام اى ان الشيخ يرى شئ من اثنين اما ان مصر كانت تعيش بلا كرامة طوال خمسة آلاف وستمائة ستة وعشرون عاماً، او انها لم تُكتشف الا مع وصول العرب اليها،
وهذا يعنى ان الشيخ ينكر الحضارة المصرية بأكملها قبل قدوم الاسلام إليها وأولى هنا بالشيخ ان يدعوا هو الاخر الى هدم ابو الهول وماخلفته الحضارة المصرية من آثار وهذا ما لا يقبل به الاسلام الذى ما جاء ليمحوا ما سبقه من مجهود بشرى ضخم.
ثالثا: المسكوت عنه فى خطبة الشيخ
استكمل الشيخ حديثه معتمدا على اسلوبه الخطابى الحماسى البالستى العريض الذى يداعب به مشاعر مُريديه مسيطراً على جوهرهم الدراك فتتوقف ماكينة عقلهم عن العمل وتشتعل غيرتهم وتهيج مشاعرهم ويلتهب حسهم الجمعى فتعلوا صيحات تكبيراتهم، انطلق الشيخ يحُثُ الحضور على الذود عن هوية مصر المسلمة التى باتت مهددة بالحرب العلمانية نافخاً بوق الحرب فى صدورهم مخبرهم بانه سيكون اول النافرين الى هذه الحرب بنفسه وماله وولده، كما ادعى أن الله يهئ الكون كله الان للخلافة الراشدة وحالفاً بالله انه لا يدغدغ مشاعرهم ولا يخاطب عواطفهم.
كل هذا ولم يذكر الشيخ شيئاً عن جيش مصر ولا جهازها الامنى الذى كان يرى ان الدعوة لاتستقيم دون التنسيق معه، فى حين ان الجيش المصرى الان يتعرض لمحاولة حقيقية ليست كالتى حاول افتعالها إبان حكم المجلس العسكرى وإلصاق تهمتها بالثوار، فالاخوان يشيعون انباء عن انقسام الجيش وانشقاق ضباطه ويروجون لهذا على منصاتهم وفى خطابهم الإعلامى بل وصل بهم الامر ان انتحل احد اعضائهم شخصية ظابط بالجيش واعتلى احدى منصاتهم معلناً انشقاقه يبتغون من ذلك ايهام الشارع ان هناك تيار فى الجيش المصرى ضد ما فعله الفريق السيسى كما ان ما تروج له الجماعة من انشقاقات داخل صفوف الجيش ملء السمع والابصار ووعيدهم لجنود الجيش بالويل والثبور وعظائم الامور لا يغفله الا جاهل او متآمر والاخبار الآتية من سيناء عن قتلى الجيش والشرطة على يد الجماعات التى يدافع عنها لا تتوقف، كما لم ينسى الشيخ التوجه لله بالدعاء ان يتقبل القتلى من ابنائنا عنده فى الشهداء، وبما ان فحوى خطبته هو التعبئة للحرب ضد العلمانية فابنائنا هنا عائدة على قتلى الاخوان وماذا عن ابناء الجيش يا شيخ محمد؟ لا عليك بالقتلى من الثوار فنحن نعلم انك لاتراهم الا مجموعة من البلطجية ككل من هم على شاكلتك ولكن هذا الجيش الذى كنت تخشى عليه الانشقاق منذ عام ونيف من الشهور.
مما يثير النفس ايضاً فى خطاب الشيخ انه ساق التتار والقرامطة أمثلة يدلل بها على صلابة مصر فى التصدى الى اعداء الاسلام، فهل يرى الشيخ الان فى جيش مصر تتار هذا الزمان وقرامطته ام ان انشقاق الجيش المصرى على ايدى الاخوان سيجعله آمن على نفسه فى غرفة نومه؟!!
يبقى سؤال اخير الاستاذ محمد حسان لم يظهر طوال الشهر الذى مضى على عزل مرسى فلماذا كان كل هذا الصمت هل لانه كان ينتظر ماذا ستسفر عنه محاولات الاخوان لإشعال الموقف وتدويله وهو ما نجحت فيه الجماعة حتى الان بسبب ميوعة تعامل الدولة معهم، ام انه كان فى انتظار تعليمات ما ليخرج علينا بمثل هذه الخطبة العصماء؟!!!
محمد حسان بيتكلم على فيديو حلمى النمنم رغمانني لا ارى اهمية للفيديو
ردحذفانا مش من مريدي الشيخ حسان ، و معك في أن الشيخ يقول الحق فيما لا يضره ، و ان كان الحق في الموقف الموجود على الارض الان قد يضره فبالطبع لن يقوله .. و لكن عزيزي ، قد تجرأ في الفيديو هذا شخص و قال ان مصر علمانية بالفطرة
ردحذفhttp://www.youtube.com/watch?v=W-P9y7sTNXs
و الله ما كان لأحد أن يتجرأ هكذا الا بعد أن رأوا رموز الاسلام بما ظهر في العام السابق
تحياتي لك كلامك رائع
ردحذفايوا محمد حسان كان يشير الي كلام حلمي نمنم في اجتماع القوي الوطنية
الفديو
http://www.youtube.com/watch?v=sTY9pJhzL5k